رغم حملة اليمين المتطرف ضده.. برنامج تدريس الثقافة المغربية مستمر في أغلب مناطق إسبانيا

هبة بريس – شفيق عنوري

على الرغم من الحملة التي يشنها اليمين واليمين المتطرف في إسبانيا لإلغاء برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM)، والتي استجابت لها حكومتا مدريد ومرسية، إلا أن عشر جهات أخرى ما تزال متشبثة بالبرنامج.

وقال موقع “eldebate”، إن برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية، الذي ألغته كل من مدريد ومرسية مؤخرا، “لا يزال البرنامج قائماً في عشر جهات إسبانية أخرى، من بينها الأندلس، حيث أكدت حكومة خوانما مورينو التزامها باستمراره”.

وأضاف أن ماريا ديل كارمن كاستيو، وزيرة التنمية التعليمية والتكوين المهني في الأندلس، قالت إن رفض “فوكس” للبرنامج “أمر غير مقبول”، مؤكدةً أن “PLACM” دُرّس في نحو 95 مدرسة ومعهداً خلال موسم 2024-2025، وهو ما يجعل الأندلس الجهة التي يعرف فيها البرنامج أكبر انتشار.

وتابعت كاستيو في برلمان الأندلس، حسب ما جاء في الموقع المذكور، أن “استبعاد الناس لأنهم لا يفكرون مثلنا أو لا يؤمنون مثلنا خطأ. البرنامج صالح مثل أي برنامج آخر ننفذه في الأندلس”، مشددةً على أن الحكومة الجهوية تقدم أيضاً “برامج مرتبطة بالثقافة الرومانية والبرتغالية، وتعليم الصينية (فصول كونفوشيوس) والبرامج الثنائية بالفرنسية والإنجليزية”.

وأكدت المسؤولة المحلية على أن البرنامج المغربي “يتيح لجميع التلاميذ التعايش في بيئة تعليمية قائمة على الاحترام، ويضمن في الوقت ذاته الحق الدستوري للآباء في أن يتلقى أبناؤهم تكويناً دينياً وأخلاقياً يتماشى مع قناعاتهم”، منبهة إلى أن ذلك “لا يعني التخلي عن تدريس اللغة الإسبانية وثقافتها”.

مقابل ذلك، حذر نواب “فوكس” في الأندلس من أن “الحكومة الجهوية لا تتحكم في محتوى البرنامج ولا في الأساتذة”، معتبرين أن “المغرب يُدخل ثقافته إلى مدارسنا بموافقة الأندلس، بينما يتم التخلي عن مواد مثل اللاتينية، وتشويه تاريخ إسبانيا، وترك التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة دون دعم”.

وأورد “eldebate” أن بيانات اللجنة الإسلامية في إسبانيا، تشير إلى أن عدد التلاميذ المسلمين ارتفع خلال السنة الحالية إلى 290 ألفا و110، بزيادة 8 آلاف عن السنة الماضية، غير أن 95 في المائة منهم، ما زالوا لا يتلقون دروسا في مادة الدين الإسلامي، بسبب غياب العرض في المدارس أو عدم إعلام الآباء بإمكانية تسجيل أبنائهم.

وذكّر المصدر نفسه بأن برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية “ليس جديدا، إذ انطلق سنة 1985 بموجب اتفاقية التعاون الثقافي بين إسبانيا والمغرب الموقعة سنة 1980”، مضيفا، أن البرنامج “يسير بتنسيق بين سفارة المغرب في مدريد ووزارة التعليم الإسبانية، وتديره الحكومات الجهوية، بينما يُدرَّس من طرف أساتذة مغاربة رسميين، وهو السبب الرئيس وراء الانتقادات”.

وأشار الموقع الإسباني إلى أن البرنامج “يُعتبر اختيارياً ولا منهجياً، ويمكن أن تُقدَّم دروسه داخل أو خارج التوقيت المدرسي”، متابعاً أن الهدف منه هو “تسهيل إدماج التلاميذ من أصول مغربية عبر تعليمهم لغتهم وثقافتهم”، غير أن “فوكس” يزعم أن البرنامج “يشجع على الانعزال ويعيق اندماجهم في الثقافة الإسبانية”.

ونبه المصدر نفسه، إلى أن ألميريا وحدها تضم 40 في المائة من المؤسسات التعليمية التي يُدرس فيها البرنامج بالأندلس، وهو ما اعتبره حزب “فوكس” “غير مقبول”، مؤكداً أن “الأجدر هو تقديم برامج تساعد هؤلاء الأطفال على تعلم القراءة والكتابة بالإسبانية في أسرع وقت إذا كان الهدف هو إدماجهم”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى