
ميدلت.. تعاونيات تنهض بالتنمية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
يمثل دعم ومواكبة النسيج التعاوني على مستوى إقليم ميدلت، باعتباره محفزا للتنمية المحلية ورافعة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أحد أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ففي هذا الإقليم الذي يغلب عليه الطابع الجبلي، تجسد العديد من التعاونيات الأثر الإيجابي الواضح للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الساكنة المحلية، ما يجعل منها نماذج حية للأهمية السوسيو – اقتصادية للمشاريع المهيكلة ذات القيمة المضافة العالية.
وهكذا، تحظى مشاريع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بدعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بما يساهم في جعل هذه البنيات رافعة حقيقية للتحول الاقتصادي والاجتماعي، كما هو الحال بالنسبة لتعاونية “اتحاد أناروز” التي تعنى بالأشخاص في وضعية تثلث صبغي.
بحي ألمو، مكنت هذه التعاونية، المتخصصة في صناعة الحلويات، أعضاءها من المضي قدما بثقة نحو التمكين الاقتصادي وتحقيق الاستقلالية المالية.
وفي هذا السياق، أبرزت رئيسة التعاونية، عزيزة أوغلى، أهمية الدعم الكبير المقدم بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والعناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما في ما يتعلق بالإدماج السوسيو – اقتصادي وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب المصابين بالتثلث الصبغي.
وقالت إن هذا المشروع هو “الأول من نوعه على صعيد جهة درعة – تافيلالت”، مشيرة إلى أن ولوج هؤلاء الشباب، المنتمين إلى جمعية محلية للأطفال المصابين بالتثلث الصبغي، إلى سوق الشغل يعزز لديهم شعور الثقة والتقدير الذاتي.
وأوضحت السيدة أوغلى أن المواكبة والدعم المالي الذي وفرته المبادرة، والبالغ 300 ألف درهم، ساعد هؤلاء الشباب بشكل كبير على بناء مسار حياتهم بشكل مستقل، وضمان شروط العيش الكريم والتطلع إلى آفاق مستقبل واعد.
وعلى غرار “اتحاد أناروز”، تواصل تعاونيات أخرى ممولة من طرف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحقيق نتائج ملموسة تنعكس إيجابا على ساكنة إقليم ميدلت.
ومن بين هذه التعاونيات، جمعية “تيمريت” للسياحة، التي استفادت من دعم مالي قدره 200 ألف درهم، في إطار برنامج دعم الأنشطة المدرة للدخل، ما ساهم في خلق فرص شغل للشباب حاملي الشهادات، وتعزيز البنية السياحية بالمنطقة.
ويتمثل هذا المشروع في بناء دار للضيافة بدوار تابنعتوت، ويوفر حاليا مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة لحوالي عشرين شخصا.
ويؤكد مصطفى آيت عثمان، مسير هذه المنشأة السياحية، أن “المشروع يسير بشكل جيد، والسياح يتوافدون علينا من داخل المغرب وخارجه”، مشيرا إلى أن دار الضيافة شيدت وفقا للمعمار المحلي التقليدي، مع توفير جميع وسائل الراحة الحديثة.
وفي قطاع الصناعة التقليدية، تبرز تعاونية “أريناس” المتخصصة في الخياطة والتطريز العصري والتقليدي، برئاسة فاطمة أوشو، ضمن التعاونيات التي تمكنت من تطوير أنشطتها بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد ساعدتها آلات الخياطة والدورات التكوينية في مجال تقنيات التسويق على توسيع نشاطها.
وفي هذا الإطار، أكد أحمد كسو، عن قسم العمل الاجتماعي بميدلت، على الأثر المباشر والمستدام لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الفئات المستهدفة، مبرزا أهميتها في مجالات خلق فرص الشغل، والتمكين الاقتصادي للشباب والنساء.
يشار إلى أنه تم على صعيد إقليم ميدلت، تمويل ما مجموعه 1.724 مشروعا من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2005، في مجالات متنوعة تهدف إلى تحسين ظروف عيش الفئات المستهدفة، ومكافحة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتعزيز مؤشرات الصحة والتعليم، وتشجيع ريادة الأعمال.
ومع
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X