
وزان.. “الكيف” الغير المقنن يكتسح الإقليم وسط صمت السلطات
هبة بريس _ يسير الإيحيائي
يبدو أن مشروع تقنين زراعة القنب الهندي بالمغرب لم يواكب تطلعات الدولة في جعل هذه النبتة خاضعة للكمية ودعم الفلاح الصغير الذي ذأب على كسب قوت عياله السنوي من هذا النشاط الفلاحي “المباح”.
لكن رغم كل هذه المجهودات والقوانين التي سنها البرلمان بخصوص زراعة القنب الهندي، نجد أن إقليم “وزان” أصبح في دائرة الإتهام بسبب الإكتساح الغير المبرر لهذه الزراعة رغم دوريات وزارة الداخلية إلى ولاة وعمال المدن المعنية في الشمال، ناهيك عن إستنزاف الفرشة المائية والوديان عبر إستخدام محركات الوقود ذات التوليد الكهربائي العالي التوتر لضمان السقي المنظم أمام حرارة فصل الصيف المفرطة.
ومن المفارقات العجيبة في هذا الملف أن رخص زراعة القنب الهندي لا تشمل بتاتا تراب إقليم “وزان” عكس مدن الحسيمة _ شفشاون _ تاونات التي تعتبر الأصل في هذه الزراعة، غير أن تستر الجهات المعنية وتواطؤها في “وزان” كانت نتائجها كارثية على المنطقة وخلقت فوضى عارمة وتسيبا غير مسبوق لمافيا زراعة القنب الهندي التي أصبحت تكتري الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة والمجاورة لمصادر المياه لإستغلالها في هذا النشاط، إذ يبقى الفلاح الصغير خارج دائرة الإستهداف التي حددتها وزارة الداخلية بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي علما بأن إقليم “وزان” غير معني بهذا النوع من الزراعة كما أسلفنا القول.
إن عجز السلطات الإقليمية في محاربة زراعة القنب الهندي في المناطق الغير مرخص لها أصبح مرفوضا جملة وتفصيلا ، وإطلاق العنان للفوضى والعشوائية سيزيد من تآكل هيبة الدولة حتى تتجدر الظاهرة من جديد في ظل قوانين صارمة سنها مختصون وخبراء، وما دون ذلك سيفسح المجال دون محالة أمام ترسيخ مفهوم جديد للإبتزاز الذي لطالما كان سببا رئيسيا في عدد من المشاكل القانونية والإجتماعية أدى بعضها إلى إحتجاجات ومظاهرات أعفي على خلفيتها عدد من المسؤولين الترابيين والأمنيين في مدن مجاورة قبل التقنين، فهل سنستوعب الدرس ونتدارك الأخطاء؟.
وإلى حين أن تفتح الجهات المختصة تحقيقا في الموضوع عبر إيفاد لجنة مختلطة من وزارة الداخلية تحدد خلالها هوية المزارعين الذين قيل عنهم أنهم “صغار”، سيبقى هذا الملف مصدر إهتمام بالغ من طرف الساكنة قصد الحد من ظاهرة إالإستنزاف العشوائي للمياه ومحاربة مافيا الإتجار في المخدرات إضافة إلى كل الأجهزة المتواطئة على مستوى الإقليم.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X