الهروب إلى الأمام.. مندوبية الصحة ببركان تُكذّب شكاية أمّ بدل اللجوء إلى كاميرات المراقبة

هبة بريس

توصلت هبة بريس، صباح السبت 19 يوليوز 2025، بشكاية من سيدة تقيم بمدينة السعيدية، تسرد فيها معاناتها مع المستشفى المحلي، حيث قصدته رفقة رضيعها الذي كان يعاني من أزمة صحية، لتُفاجأ – حسب تصريحها – بعدم وجود طبيب بالمرفق، ما اضطرها للانتظار طويلاً دون جدوى وذالك صبيحة السبت .

وبحسب روايتها، توجهت السيدة بعد ذلك إلى مفوضية الشرطة لتسجيل شكاية رسمية ضد المسؤولين الصحيين، غير أن استقبالها قوبل بما وصفته بـ”الشد بالخاطر”، حيث تم إخبارها أن تقديم الشكاية “لن يُفيدها في شيء”، قبل أن تغادر دون أن يُحرر لها أي محضر.

وتنويراً للرأي العام، تؤكد هبة بريس أن السيدة توجّهت فعلاً إلى المركز الأمني بالسعيدية، حيث تم استقبالها، وتم نصحها بلباقة من طرف عناصر الأمن بالبحث عن حلول بديلة بدل رفع شكاية رسمية، وهو ما استجابت له الأم فعلاً، دون أن تقدم شكاية مكتوبة أو يتم تحرير محضر رسمي.

وهنا نقرّ، بكل مهنية، أن هبة بريس لم تُدقّق في هذه الجزئية في مقالها الأول، حين تحدثت عن تقديم شكاية رسمية، وكان من الأجدر التوضيح أن السيدة لجأت إلى الأمن لكنها اختارت، في النهاية، عدم متابعة الشكاية رسمياً.

ومع ذلك، نؤكد أن واقعة التوجّه إلى المفوضية حدثت فعلاً، ويمكن التحقّق منها ببساطة عبر الرجوع إلى تسجيلات كاميرات المراقبة داخل مركز الشرطة صبيحة السبت 19 يوليوز.

في المقابل، أصدرت مندوبية وزارة الصحة بإقليم بركان بياناً رسمياً نفت فيه بشكل قاطع توصل أي من مصالحها أو المصالح الأمنية أو الوقاية المدنية بأي طلب تدخل أو إشعار بالواقعة، ووصفت ما نشرته هبة بريس بـ”الادعاءات والاتهامات الباطلة”، بل وذهبت إلى حد اتهام الجريدة بـ”نسج قصص من الخيال”.

وهنا نطرح سؤالاً مشروعاً:
هل قامت المندوبية، قبل إصدار بيانها، بتفريغ كاميرات المراقبة بالمستشفى؟
وهل تحقّقت فعلاً من مدى توفر الأطر الطبية في ذلك الصباح؟ وهل صحيح أن الطبيب لم يكن حاضراً لفترة طويلة، وأن المتواجدين فقط هم أعوان الأمن الخاص؟
وهل اطلعت مصالح الأمن الوطني على تسجيلات الكاميرات داخل مفوضية الشرطة للتأكد من وجود سيدة ورضيعها في المكان، ومحاورتها من طرف الأمن بخصوص نيتها تقديم شكاية؟

نحن في هبة بريس نؤكد أننا لا نختلق الأخبار، بل ننقل صوت المواطن كما يردنا، ونعتبر أن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الجدل هو فتح تحقيق نزيه وشفاف، يستند إلى دلائل تقنية واضحة (كاميرات، مكالمات، سجلات)، لا إلى نفي هاتفي هنا وهناك.

ونختم بسؤال لمندوبية الصحة:
هل تحقّقتم من الكاميرات فعلاً… أم انطبق عليكم المثل الشعبي: “خليتو راجلكم ممدود ومشيتو تعزّيو فمحمود”؟

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى