بداية صيف متعثرة بأكادير.. الغلاء والازدحام يُبعدان المصطافين عن الشواطئ

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

رغم ارتفاع درجات الحرارة، الذي عادةً ما يدفع المواطنين إلى التوجه نحو السواحل للترفيه والاستجمام، إلا أن بداية فصل الصيف هذا العام في مدينة أكادير لم تكن مبشرة، إذ سجلت الشواطئ إقبالًا ضعيفًا مقارنة مع نفس الفترة من السنوات الماضية، في مشهد يُعزوه المتتبعون إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة، في مقدمتها الغلاء وازدحام الطرقات.

فعلى غير العادة، شهد كل من شاطئ تغازوت وأورير تراجعًا ملحوظًا في عدد الزوار، وهو ما أكده عدد من الفاعلين في قطاع السياحة المحلي، الذين أشاروا إلى أن الطريق الساحلية الرابطة بين أورير وتامراغت التي كانت تشهد أشغالًا مطولة قد فُتحت أخيرًا قبل أيام، غير أن تأثيرات الازدحام المروري ما تزال قائمة، ما يجعل التنقل نحو هذه الوجهات أمراً مرهقًا للزوار، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع.

ولم يكن مشكل الوصول وحده العائق، إذ برزت شكاوى متعددة من الغلاء المفرط في الأسعار، خاصة في تغازوت، التي أصبحت بحسب تعبير عدد من المواطنين “أغلى من جزر هاواي أو دبي”، فكراء الشقق الصغيرة قد يصل إلى 900 درهم لليلة، في حين أن سعر سندويتش بسيط لا يقل عن 40 درهم، وثمن إبريق شاي عادي يصل إلى 23 درهم، ناهيك عن الأداء الإجباري لدخول المراحيض العمومية بـ3 دراهم، و50 درهم فقط لاستخدام مواطن دوش صغير في الهواء الطلق، أما كراء كرسي ومظلة على الشاطئ، فقد صار يُفرض على الزوار بـ100 درهم، دون بديل حقيقي.

ورغم أن بعض المناطق القريبة توفر شققًا بأثمنة تبدأ من 400 درهم، ومواقف سيارات بـ20 درهم فقط، إلا أن مشكلات أخرى تُضاف إلى الصورة، كغياب النقل العمومي في بعض الأوقات، وتردي البنية التحتية الخاصة بالنظافة، إلى جانب غياب مطرح للنفايات في المنطقة، ما يُسهم في تراجع جاذبية هذه الوجهات، التي كانت إلى وقت قريب محط أنظار السائحين المحليين والأجانب على حد سواء.

من جهتهم، عبّر عدد من المهنيين المحليين عن استيائهم مما اعتبروه “جشع التجار ” في التعامل مع تغازوت، معتبرين أن رفع الأسعار دون تقديم جودة خدمات موازية، سيُسهم في مزيد من العزوف عن الشاطئ، ويؤثر سلباً على سمعة المنطقة كوجهة صيفية بامتياز.

هناك كذلك شاطئ 25 و ايمي ودار شمال مدينة أكادير، والذي يقصده مصطافين من مختلف مناطق المملكة، اصبح الازدحام في الطريق الوطنية، احد اكبر العوائق، فقد تكلفك رحلة 30 كلمتر عن مركز المدينة، في أوقات الذروة ما يقارب ساعتين ونصف، مما جعل الكثيرون يعزفون عن هذه الوجهة، كما ان سومة كراء منزل عائلي هناك قد يفوق 1500 درهم لليلة الواحدة في شهر غشت بالخصوص، اما الشقق داخل المنطقة البعيدة عن الشاطئ 20 دقيقة مشيا عن الأقدام يفوق سعرها 700 درهم لليلة الواحدة، وكل الخدمات مرتفعة الثمن.

هناك كذلك أشكال تواجد الكلاب الضالة بكثرة على الشواطئ والأحداث التي تناولتها وسائل إعلام عن حالات الهجومات وما سببته من مأساة في وفاة أشخاص بسبب داء السعار، جعل مصطافين يتخوفون من خوض غمار الاستجمام هذا الصيف بالشواطئ .

ومع استمرار موجات الحر، يبقى السؤال معلقاً: هل ستستعيد شواطئ أكادير وهجها خلال ما تبقى من فصل الصيف، أم أن الغلاء وسوء تدبير الخدمات سيفرغان البحر من رواده هذا العام.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى