
مُستشفى السُّل بعاصمة امزاب.. إغلاقٌ لأزيد من 20 سنة
محمد منفلوطي – هبة بريس
هي عاصمة امزاب مدينة ابن أحمد أو ما يطلق عليها بالعلوة، قلعة النضال والعلماء والفنانين والأدباء والشعراء، شعارها الخالد الذي تغنى به عشاق لوتار ” يا ليغادي العلوة تعال نوصيك بعدا”..
هي المدينة التي تحولت في السابق من الأيام إلى قبلة للباحثين عن الأخبار واعداد الفيديوهات الحصرية ارتباطا بجريمة القتل التي عاشتها، دون أن يلفت أنظار هؤلاء حجم المعاناة التي تُعاني منها الساكنة، حيث لا بنيات تحتية لائقة، ولا فضاءات ترفيهية ولا مرافق صحية ولا فرص شغل للشباب العاطلين عن العمل تقيهم شبح الهجرة والبطالة والانحرافات.
مدينة ابن أحمد ومستشفى “الريــــَّةّ” شفاء مع وقف التنفيذ
وقبل أن تغادر المدينة شرقا نحو طريق سيدي الذهبي، تستوقفك بناية شامخة لازالت جذرانها صامدة تقاوم وسط أشجار خضراء زُرعت خصيصا لمواجهة الأمراض التنفسية منذ سنة 1941.
كان هذا المرفق الصحي خلال الزمن الماضي قبلة لمرضى السل، يدخلونه محمولين على الأكتاف ليغادرونهم مشيا وبوجوه تسر الناظرين، لكن سياسة الإغلاق طالته منذ سنة 2004، محولة إياه إلى شبه بناية بلاروح، فيما أشجاره النادرة باتت تحت رحمة أعداء البيئة يتربصون بثرواتها الغابوية لإعدامها وإبادتها أمام أعين المسؤولين.
هو مستشفى داء السل، الذي كان محجا للمرضى من كل بقاع المغرب، يغادرونه مُعافين بسبب العناية الطبية التي كانت آنذاك بالاضافة إلى هواء المنطقة النقي والصحي، المعروف بـ”ميكروكليما”، بفضل الأشجار المحيطة به، كأشجار الصنوبر التي تساعد على معالجة أمراض الصدر والتنفس، لكونها تفرز عناصر تساهم في امتصاص التلوث لتنقية الهواء وحمايته من الجراثيم.
مدينة تعيش خارج ايقاعات الزمن
لم يخف العديد من شباب المدينة وبعض الغيورين عنها، تخوفاتهم من الواقع التدبيري للشأن المحلي الذي تنهجه الجهات الوصية الذي اعتبروه غيضا من فيض لهموم ومشاكل ساكنة المدينة وزوارها، مطالبين الجهات المسؤولة على وجه الاستعجال بالتدخل لفك العزلة عنهم، وإنشاء مسالك طرقية معبدة، وتحسين ظروف عيشهم وخلق فرص للشغل، وتكثيف دوريات للأمن بمختلف المناطق.
“هبة بريس” ارتأت أن تُسلط ولو بصيصا من أمل شعاع الضوء عن واقع مدينة ظلت ولازالت تعاني في صمت، معظم شبابها يعيشون حالة من اليأس والبطالة بسبب غياب فرص الشغل وتحول المدينة إلى ما يشبه سجنا كبيرا بالنسبة للبعض منهم.
** مدينة تنتظر التفاتة مسؤولة
مدينة سكانها بسطاء يعانون العزلة والتهميش المتمثلة في ضعف الشبكة الطرقية المعبدة، وضعف أبسط الخدمات من تطبيب ونقل ومرافق ترفيه ومصانع ومعامل تقي شبابها من شبح العطالة وخطر الانحرافات وتعاطي المخدرات، مما حول حياتهم حسب تصريحات البعض منهم إلى جحيم لا يطاق ليبقى أملهم في التطلع لغد أفضل، من بين الأهداف المنشودة.
كما أن المدينة أضحت منطقة عبور للمختلين عقليا الذين يتم التخلص منهم بالطريق الرابطة بين برشيد وخريبكة مرورا بها، ناهيك عن مرافق المنطقة الصحية التي تبكي وتشكي حالها وتندب حظها العاثر، حتى مرضاها يجدون صعوبة بالغة في التنقل للوصول إلى مستشفى سطات والبيضاء أو خريبكة نظرا لضعف خدمات وسائل النقل الصحية المناسبة خاصة بحالات النساء الحوامل والحالات الأخرى ذات الخطورة.
واقع يُسائل الجهات المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، فهل من مجيب؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X