من الفاتيكان إلى برلين.. تبون يناور بدبلوماسية نظام العسكر بحثًا عن الشرعية الخارجية

هبة بريس

تُظهر التحركات الأخيرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي لا يمثل سوى الواجهة الهشة لنظام منهك ومتهالك، أن دولة الكابرانات باتت في حالة ارتباك خارجي غير مسبوق، وسط ضغوط دولية خانقة قد تعصف بما تبقى من أوراق النظام العسكري.

التغطية على الأزمات الداخلية

فبينما كان مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد للتوجه إلى الجزائر، قفز تبون فجأة نحو إيطاليا، ومنها إلى الفاتيكان، في زيارة أقرب إلى “التمسّح بالقداسة” من أي تحرك دبلوماسي محسوب.

وبمجرد عودته إلى البلاد، هرع لاستقبال مبعوث ترامب، ثم سارع لتلقف الرئيس اللبناني، في وقت يبحث فيه هذا الأخير عن أي دعم مالي لإنقاذ بلده الغارق في الأزمات، وهو ما فتح لتبون نافذة مناسبة لتقديم فتات الدعم، لا لشيء سوى التظاهر بدور القائد السخي الذي تناسى ما يعانيه الجزائريون في الطوابير.

وتلقى تبون مكالمة هاتفية من الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، وهي دعوة سارع إلى قبولها بحماس بالغ، بل ووجه دعوة مماثلة للرئيس الألماني لزيارة الجزائر، في مشهد بروتوكولي فارغ من أي مضمون سياسي فعلي من أجل التغطية على الأزمات الداخلية لدولة البترول والغاز.

شراء “الشرعية الدولية” بأموال الشعب الجزائري

ولم يفُت قصر المرادية أن يغلف المكالمة بـ”رومانسية دبلوماسية”، مشيرًا إلى أن الطرفين ناقشا “الأوضاع في غزة والضفة الغربية” وأكدا على “حل الدولتين”، مع مرور سريع على “قضايا إقليمية ودولية راهنة” تُستخدم عادة كحشو بلاغي لتبرير الفراغ السياسي.

وبعد العودة المرتقبة من ألمانيا، لا يُستبعد أن يبدأ تبون جولة جديدة في دول الجنوب المتعطشة للمساعدات، في محاولة منه لشراء بعض “الشرعية الدولية” بأموال الشعب الجزائري المهدورة، فقط ليشعر هو وشنقريحة وبقية زمرة الحكم بشيء من الراحة النفسية… ولو مؤقتًا.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى