
مدينة الابتكار سوس ماسة.. حيث تتحوّل الأفكار إلى وقود للتنمية
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
ليست كل المدن التي تحمل اسم “مدينة الابتكار” تستحق اللقب، البعض يبني جدرانًا ومباني، فيما يكتفي آخرون برفع الشعارات، لكن ما يجري في سوس ماسة يبدو مختلفًا تمامًا، نحن أمام مختبر حيّ لإعادة تعريف العلاقة بين الجامعة والسوق، بين الفكرة والتنفيذ، بين طموح الفرد ومصلحة الجهة.
خلال اليوم الخميس 26 يونيو الجاري ، ترأس الوالي سعيد أمزازي الدورة السادسة عشرة للجنة الجهوية لمدينة الابتكار بسوس ماسة. للوهلة الأولى، قد يُنظر للاجتماع كبروتوكول إداري دوري، لكن خلف الطاولة كانت تتشكل ملامح شيء أعمق، منصة تنسيق بين أطراف مختلفة يجمعها هدف مشترك وهو تحويل الجهة إلى مركز فعّال لإنتاج الحلول، لا استيرادها.
– شباب يحملون المستقبل في حقائب مشاريعهم
ما يلفت الانتباه في هذا الاجتماع ليس فقط الحضور رفيع المستوى من تكنوبارك والمركز الجهوي للاستثمار وجامعة ابن زهر ، بل الكيفية التي أصبح فيها الابتكار في خدمة الناس، لا العكس، فعندما يعرض شباب مثل أيوب البوزاري ورفاقه مشاريعهم، فإننا لا نسمع فقط عن تطبيقات ذكية أو تقنيات رقمية، نحن نسمع حكايات مقاومة ذكية مشروع Smartegg لحضانة البيض، أو Farmroad الذي يربط الذكاء الاصطناعي بالتربة، أو Mobile Water Skid الذي يبحث عن حلول مائية لمناطق مهمشة.
كل مشروع من هذه المشاريع ليس مجرد منتج تقني، بل هو موقف اقتصادي، يختصر فلسفة الابتكار في سؤال بسيط وهو كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحل مشكلاتنا اليومية، الواقعية، وليس فقط أن تثير الإعجاب في العروض التقديمية؟.
– بيئة متكاملة من الجامعة إلى السوق
الفرق بين النجاح الرمزي والنجاح الفعلي هو توفر البيئة المناسبة ، وسوس ماسة تراهن على بيئة ذكية فالجامعة لا تكتفي بالبحث، بل ترافق المشاريع، وغرفة التجارة لا تنتظر المستثمرين بل تبحث عنهم، وتكنوبارك لا تحتضن الأفكار فحسب، بل تؤهلها للبقاء في السوق.
وهذا التناغم ليس صدفة، بل نتيجة عمل اللجنة الجهوية لمدينة الابتكار، التي تحوّلت إلى فضاء نقاش حقيقي يجمع الخبرة الأكاديمية، والتمويل العمومي، ورؤية المستثمر، وحماسة الشباب. إنها منصة “تعارف إنتاجي”، لا فقط “تشاور إداري”.
– الابتكار كقوة تحول جهوية
في جوهر هذه التجربة، هناك إدراك عميق بأن التحول الجهوي لا يُبنى فقط عبر البنيات التحتية، بل عبر الأفكار، ومتى كانت الأفكار مدعومة وموجهة، فإنها تصبح موارد إنتاج ورافعة للعدالة المجالية، كل مشروع مدعوم من هذه اللجنة يعني فرصة عمل، موردًا بديلًا، وأملًا جديدًا في أن يكون لسوس ماسة صوت في مستقبل الاقتصاد الوطني.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X