
لماذا “يكره” زعماء الأحزاب إدريس لشكر؟
هبة بريس- عبد اللطيف بركة
على الرغم من أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، يعد واحدا من وجوه السياسة المغربية المؤثرة في المشهد، فإن سيرة هذا الرجل السياسي تمتزج بالكثير من الجدل والانتقادات الحادة داخل حزبه و من مختلف زعماء الأحزاب السياسية، ذلك أن لشكر، الذي يسعى حاليًا إلى ولاية رابعة على رأس الحزب، لا يحظى بتقدير واسع في أوساط زملائه في المشهد السياسي، بل يُعَدُّ في كثير من الأحيان مصدرًا للقلق، والإزعاج، وربما “الكره” داخل الدوائر الحزبية المختلفة، هذا “الكره” يتجاوز الانتقادات المعتادة ليأخذ طابعًا شخصيًا وعلنيًا في تصريحات العديد من قادة الأحزاب، الذين لا يترددون في مهاجمته أمام الرأي العام، فما الذي جعل لشكر محطَّ هذا الكم الهائل من العداء؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء هذه العداوات المتعددة بينه وبين بعض الزعماء السياسيين؟
جريدة ” هبة بريس” تسلط الضوء على هذا الوضع وتنقل بعض من المواجهات بين زعماء أحزاب مغربية ضد لشكر .
– إدريس لشكر في مرمى سهام خصومه السياسيين
– عبد الإله بنكيران – “العدو اللدود” للشكر
من أولى المواجهات التي شهدت تصعيدًا علنيًا بين إدريس لشكر وزعماء الأحزاب كان الهجوم العنيف من طرف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. بنكيران، الذي يصف نفسه في أكثر من مناسبة بـ”الناقد الجريء” للحكومة، لا يتوانى عن توجيه الانتقادات الحادة لشكر في أي فرصة سانحة، في واحدة من تصريحاته الشهيرة قال بنكيران: “إلى دخلتي، الشكر إلى الحكومة أنا ماشي بنكيران”، وهو تصريح يحمل في طياته تحذيرًا مبطّنًا لشكر واتهامًا ضمنيًا له بمحاولة الالتفاف على المبادئ الأساسية التي نشأ عليها الحزب.
– عبد اللطيف وهبي – “لغة السخرية والهجوم المباشر”
أما عبد اللطيف وهبي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، فله نصيب كبير من الهجوم على لشكر، الذي لم يتردد في التصويب باتجاهه في العديد من المناسبات، في أحد خطاباته الموجهة إلى مجلس الوطني للحزب، صرح وهبي قائلاً: “لا مكان في الديمقراطية المغربية لأساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية”، في إشارة مبطنة إلى الأسلوب السياسي الذي يتبناه لشكر.
وهو بذلك يضعه في خانة أولئك الذين يتخذون المواقف السياسية بغاية “استغلال الأوضاع”، مع تلميحات إلى بعض السياسات التكتيكية التي يعتمدها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي.
– نبيل بن عبد الله – “الانتقادات التاريخية والانتهازية”
نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لم يكن بدوره أقل حدة في مواجهات ما وراء الكواليس مع لشكر، ففي إحدى تصرفاته، قال بن عبد الله: “التاريخ لا يرحم والانتهازية لا تبني الديمقراطية”. هذه الكلمات، التي تنطوي على هجوم مباشر على لشكر، تعكس حجم الخلافات بين الرجلين، وتسلط الضوء على “التذبذب السياسي” الذي يُتهم به الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، بل قال في مناسبة اخرى موجها كلامه للشكر ” اللي ما وقر حزبنا … غادي يلقانا … او يلقاني أنا شخصيا “.
– نبيلة منيب – “سخرية سياسية غير مبررة”
أما نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، فقد سبق لها أن استهجنت الطريقة التي يتعامل بها لشكر مع بعض القضايا السياسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُعَبِّرة عن سخطها بالقول: “لو كنا نمارس السياسة على فيسبوك لما كان لشكر قادرًا على الاستمرار، ولكنت أنا رئيسة الحكومة!”، إن هذه التصريحات تحمل في طياتها سخرية لاذعة، كما تظهر حجم الاستياء من الطريقة التي يُدير بها لشكر الحزب والعلاقة مع الأطراف السياسية الأخرى.
– عزيز أخنوش – “تقدير محدود”
عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي وزعيم حزب التجمع الوطني للأحرار، لم يتردد بدوره في إظهار امتعاضه من تصرفات لشكر في سياق انتخابات 2021، حيث انتقد الأخير بسبب تقديم ابنته كمرشحة للاستوزار خلال المشاورات، فأخنوش، الذي يُعتبر من أبرز وجوه السلطة التنفيذية الحالية، عبَّر عن استيائه من هذه “الانتهازية السياسية”، حيث قال: “العداوة ثابتة والصواب يكون”، في إشارة إلى انتقاد لشكر لأساليب التفاوض التي كان يمارسها.
– محمد أوزين – “انسحابكم عبث حقيقي”
وأخيرًا، جاء الهجوم القاسي من محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي وصف انسحاب لشكر بمشروع ملتمس الرقابة بـ”العبث الحقيقي”. هذا الوصف العنيف يعكس حجم الاستياء داخل بعض الأحزاب من طريقة تعامل لشكر مع المسائل الحكومية، ويُظهر حجم “الكره” المتراكم تجاهه على مستوى الساحة السياسية.
-كره الشكر من معركته السياسية”
إدريس لشكر، هذا الرجل الذي يطمع في ولاية رابعة على رأس الاتحاد الاشتراكي، أصبح محطَّ كراهية ورفض واضح من العديد من زعماء الأحزاب في المغرب، إلا أن هذه العداوات لا تعدو أن تكون جزءًا من اللعبة السياسية التي يتقنها هذا الرجل، الذي استطاع أن يحافظ على منصبه وسط صراعات داخلية وحزبية معقدة ف”الكره” الذي يكنه له خصومه السياسيون ليس سوى دليل على ” حربائية ” الرجل وقدرته على المناورة والتحكم في اللعبة السياسية، وهي صفات خلقت له منافسة شرسة في المشهد ومعارضة حتى من داخل اجهزة حزبه، وإن كانت تكلفته باهظة على مستوى العلاقات مع زملائه في السياسة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X