
لماذا يخاطب جلالة الملك الجزائر دائما بلغة محترمة؟
محمد منفلوطي_ هبة بريس
طبعا، هي صفات وسمات ” الناس لكبار كما يقال”، الذين يُؤخرون ” كلام العيب” كما هي بلغة العامية عند جمهور المغاربة..
طبعا، هي من شيم أبناء الأصو والنسب الشريف والتربية الحسنة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف مصداقا لقوله تعالى” وجادلهم بالتي هي أحسن”، و” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” صدق الله العظيم.
طبعا، يتساءل كثيرون ويستفسرون، عن السر والطبيعة التي تحكم تعامل المغرب المبني على الاحترام والتقدير والكلام الطيب مع دسائس الكابرات.
طبعا، فجلالته ما فتئ جلالته أن أكد ولا زال يؤكد في أكثر من مناسبة بأن المغرب والجزائر هما أكثر من دولتان جارتان، بل هما توأمان متكاملا، أمن إحداهما هو من أمن ومسؤولية الأخرى، بحكم الطابع الأخوي الذي يجمع بين شعبيهما.
طبعا، فالملك محمد السادس حفظه الله، ظل ثابتا على هذا المبدأ المتعلق بحسن الجوار، بل وذهب إلى حد طمأنة الشارع الجزائري بكافة مكوناته، بأن الجزائر لا ولم يأتها الشر ولا المشاكل أبدا من المغرب.
بل ومد يد المحبة والصداقة والسلام في أكثر من مناسبة، بل وناشد بطي صفحة الماضي والعمل معا على تمتين العلاقات الثنائية وتغليب منطق الحكمة والمصالح العليا..طبعا هي أخلاق الكبار.
الموضوع ذاته تفاعل معه الكاتب والمحلل السياسي عمر الشرقاوي عبر تدوينة له على حسابه الشخصي استهلها بالتالي:”لماذا يخاطب جلالة الملك الجزائر دائما بلغة محترمة ومسؤولة رغم كل الاستفزازات والدسائس التي يقوم بها حكام الجزائر؟
وتساءل الشرقاوي قائلا: ” هل هذا ضعف من الملكية؟ هل شعر المغرب أن الرياح لا تسير في اتجاه؟
وأضاف الشرقاوي قائلا: ” في نظري لا يمكن فهم الخط التحريري لمواقف الملك محمد السادس تجاه الشعب الجزائري دون استيعاب المرتكزات الصلبة التي يقوم عليها الخطاب الملكي.
واختزل الشرقاوي تلك المرتكزات الصلبة فيما يلي:
– الملك يبني مواقفه وقراراته على المبدئية في حماية السيادة المغربية والواقعية في تدبير نزاع الصحراء المفتعل؛
– الملك لا يتأثر بحرارة الخطاب الاستفزازي لحكام الجزائر مهما بلغت بهلوانيتها، وبالتالي لا يعمل الملك بمبدأ المعاملة بالمثل فذلك ليس من أخلاق الملوك وتقاليد الأنظمة الوراثية؛
– الملك من طبيعته أنه شخصية تصنع الأحداث في العلاقات المغربية-الجزائرية، لا تنتظر الأحداث لكي تتبعها؛
– قناعة الملك بموقف سياسة مد اليد، ليس جبنا أو خوفا بل مسؤولية وحافظا على ماضي وحاضر ومستقبل شعبين شقيقين محكومان بديكتاتورية الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك؛
– مواقف التعقل وبعد النظر هي من خصائص الأنظمة الملكية الوراثية، فلا يمكن أن تكون مواقف الملك ظرفية ومؤقتة يمكن التراجع عنها بشكل فجائي، على خلاف مواقف الرؤساء التي تخضع لحسابات الشرعية السياسية والانتخابية؛
– مواقف الملوك تقاس بالعقود والأجيال ومواقف الرؤساء تقاس بالانتخابات؛ مواقف الملوك محكومة بالاستمرارية ومواقع الرؤساء محكومة بالقطائع؛
– الملك يدافع عن حق فمواقفه تكون هادئة ومتسامحة وحكام الجزائر يدافعون عن الظلم لذلك تكون مواقفهم متشنجة وعدائية.
–
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X