عطاف يستقبل “وزير جمهورية الوهم”.. الجزائر تواصل عروضها الدبلوماسية الهزلية ببروكسيل

هبة بريس

في عرض جديد من عروض العبث الدبلوماسي، ظهر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف من بروكسل، متباهياً بلقاء “ثنائي” جمعه مع وزير خارجية ما يُسمى بـ“الجمهورية الصحراوية”، كيان هلامي لا يقرّ بوجوده لا التاريخ ولا الجغرافيا، ولا حتى المنطق البشري السليم، سوى في مخيلة النظام الجزائري.

تسويق الجزائر لكيان من روق

ففي حين تنعقد اللقاءات عادةً بين ممثلي دول ذات سيادة، تصر الجزائر على اجترار أسلوبها المألوف في صناعة الوهم، مُسوِّقة كيانًا من ورق لا يتعدى حدود مخيمات تندوف، وكل ذلك للهروب من حقيقة مرة: أن مشروعها الانفصالي يعاني من عزلة خانقة، وأن التمثيل الحقيقي للصحراويين يوجد داخل مؤسسات منتخبة بالمغرب من مدن مثل العيون والداخلة، لا من وراء خيام تُدار بالوكالة.

اللافت في المشهد أن اللقاء المزعوم بين عطاف و“يسلم بيسط” يُقدَّم كما لو أنه اجتماع بين “دولتين”، بينما الواقع يقول إن الطرفين ما هما إلا امتداد لجهاز دبلوماسي واحد: وزارة الخارجية الجزائرية، التي أضحت تتقن فن محاورة نفسها، وتوزيع المناصب التمثيلية بين أفرادها، في مشهد أقرب إلى التمثيل المسرحي منه إلى العمل الدبلوماسي.

دبلوماسية مأزومة

والأدهى أن البيان الرسمي لم يتردد في وصف هذا التمرين الهزلي بأنه “تدارس لآخر مستجدات قضية الصحراء”، كما لو أن الجزائر، بعد أن أغلقت كل أبواب التفاوض الحقيقي، قررت الانخراط في مسرحية حوار داخلي، لا جمهور له سوى من كتب السيناريو وأدى الأدوار.

هذا اللقاء العبثي لا يعكس سوى واقع دبلوماسية مأزومة، بات صناعة الوهم آخر أوراقها المتاحة لتجميل صورة نظام غارق في العزلة. نظام وجد في تحريك دمى سياسية متنكرة في أزياء “وزراء” بديلاً عن تحركات دبلوماسية حقيقية، حتى وإن كان الثمن هو تنظيم لقاءات غير ذات جدوى لكيانات غير موجودة.

وفي المقابل، تتسع رقعة التأييد العالمي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي أضحت تحظى بدعم أكثر من 117 دولة، وتتجسد فعلياً في مشاريع ميدانية وتمثيل شرعي لمنتخبي الأقاليم الجنوبية للمملكة في المحافل الدولية، على النقيض من تحركات بائسة تقوم بها أسماء بلا صفة قانونية، تقتات على فتات الدعم الجزائري.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى