
زياد إيكو… من أزقة فاس إلى عرش الكيك بوكسينغ العالمي: بطل مهاجر وقلبه للمغرب
هبة بريس-محمد زريوح
في إطار سلسلته “الطيور المغردة بديار المهجر”، حلّ موقع هبة بريس بمدينة مالقا الإسبانية، وتحديدًا في البلدة الساحرة Nerja، تلك المدينة المطلة على مياه المتوسط والملتحفة بجبال الأندلس، حيث يعيش ويتمرن أحد أبرز الأبطال المغاربة في رياضة الكيك بوكسينغ، البطل العالمي زياد إيكو مباركي رفقة المدرب lolo intilo
زياد، ابن مدينة فاس العريقة، وُلد سنة 2004 بين أزقتها المليئة بالحياة، حيث ترعرع على القيم المغربية الأصيلة، قبل أن يشد الرحال رفقة أسرته نحو إسبانيا. منذ نعومة أظافره، أظهر شغفًا كبيرًا بالرياضة، ليتوجه نحو فنون القتال، ويتخذ من الكيك بوكسينغ مسارًا يكتب فيه قصته الخاصة.
موهبته الاستثنائية وانضباطه العالي جعلاه يسطع بسرعة في سماء المنافسات، حيث توج سنة 2019 ببطولة العالم للكيك بوكسينغ في وزن 62 كلغ بمدينة كورك الإيرلندية، وهو في سن مبكرة جدًا، ليصبح واحدًا من الأسماء اللامعة في مجاله. ولم يكتف بذلك، بل أضاف إلى سجله بطولتي أندلس ممثلًا لإسبانيا، محققًا إنجازات جعلته يحظى باحترام الخصوم وإعجاب الجمهور.
ورغم حمله ألوان إسبانيا في بعض المحافل، فإن قلبه ظل ينبض بحب المغرب، إذ يقول:
“تمثيل المغرب في المنافسات الدولية حلمي الأكبر، فهذا الوطن يسري في عروقي، وذكريات طفولتي بفاس ما زالت ترافقني كل يوم. الفضل في ذلك يعود لوالديّ اللذين غرسا فيّ حب الوطن والاعتزاز بالهوية”.
زياد لا يخفي إعجابه الكبير بأسماء مغربية صنعت المجد على الحلبة، مثل طارق خبابز وبدر هاري، الذين يعتبرهم مصدر إلهام ودافعًا للاستمرار في الاجتهاد وتحقيق المزيد من الألقاب.
اليوم، يواصل زياد إيكو تدريباته المكثفة في إسبانيا، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: رفع الراية المغربية على منصات التتويج العالمية، وإلهام الجيل الجديد من الشباب، سواء داخل المغرب أو خارجه، بأن العزيمة والإصرار قادران على تحويل الحلم إلى واقع.
ففي زمن الهجرة والبحث عن الذات في أوطان الغير، يبقى زياد نموذجًا للرياضي المغربي الذي لم تنقطع جذوره عن أرضه، بل حمل معه روحها أينما حل، ليبرهن أن الانتماء الحقيقي ليس بجواز السفر، بل بالوفاء والحب الذي لا تحده حدود.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X