رغم الأزمة مع باريس.. الجزائر تمنح “توتال” الفرنسية ترخيصًا استثنائيا لاستغلال النفط

هبة بريس

رغم التوترات الدبلوماسية المتفاقمة بين الجزائر وباريس منذ ما يقارب عامًا، استطاعت شركة “توتال إنيرجيز” الفرنسية تحقيق اختراق في جدار الأزمة عبر تحالفها مع “قطر للطاقة”، والحصول على رخصة استراتيجية جديدة لاستكشاف النفط في الجزائر.

التحالف القطري الفرنسي

الإعلان الرسمي صدر عن الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، التي كشفت عن منح خمس رخص جديدة لاستكشاف واستغلال النفط والغاز في مناطق ذات أهمية جيواستراتيجية.

الرخص التي مُنحت جاءت ضمن إطار جولة المناقصات الدولية “ألجيريا بيد راوند 2024″، المنظمة من طرف وزارة الطاقة والمناجم، وشهدت مشاركة واسعة لشركات من دول متعددة بينها إيطاليا، الصين، سويسرا، النمسا وتايلاند.

التحالف القطري الفرنسي دخل المنافسة لأول مرة في السوق الجزائرية، بينما واصلت فرنسا حضورها رغم الأزمة، من خلال “توتال إنيرجيز”.

ووفق المعطيات المقدمة خلال جلسة فتح العروض وتقييمها التي أُقيمت في مقر الوزارة المعنية، تلقت لجنة المناقصة سبعة عروض تخص خمسة من أصل ستة مواقع معروضة، بينما ظل موقع “المزايد الكبير” في حوض وادي مية دون أي عرض.

أهم مواقع الاستكشاف

ومن بين أهم المواقع التي تم منح رخص استكشاف فيها، منطقة “أهارا” بولاية إليزي، الواقعة شرق الجزائر، على تقاطع الحوضين الغنيين بالموارد بركين وإليزي، بمساحة تُناهز 14.900 كيلومتر مربع. وقد فاز تحالف “توتال إنيرجيز” و”قطر للطاقة” برخصة استكشافها.

وشملت الرخص الأخرى مناطق: رقان 2″ بولاية أدرار، “زرافة 2” الممتدة بين أدرار وعين صالح، “طوال 2″ التي تشمل أجزاء من ولايتي ورقلة وإليزي و”قرن القصعة 2” الواقعة في حوض قورارة تيميمون، وتمتد عبر بشار وبني عباس والبيض وتيميمون.

التوسع الفرنسي الجديد

وكان لافتًا حضور وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لـ”قطر للطاقة”، سعد بن شريدة الكعبي، الذي أكد أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة جديدة للدوحة نحو توسيع حضورها الطاقي في شمال أفريقيا، مشددًا على أهمية الشراكة القطرية الجزائرية، المدعومة بالخبرة الفرنسية.

هذا التمدد الفرنسي الجديد في عمق قطاع المحروقات الجزائري، الذي يُعد العصب الاقتصادي الأول في البلاد، يأتي في ظل أزمة دبلوماسية مفتوحة بين باريس والجزائر. أزمة بدأت منذ اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء، وتفاقمت مع ملفات أخرى، من ضمنها قضية الكاتب بوعلام صنصال، ورفض الجزائر استقبال مواطنيها المرحّلين، وانتهاء بتوقيف باريس مسؤولين استخباراتيين جزائريين في ملف اختطاف المعارض “أمير دي زاد”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى