د. إيمان بادي تُحذر من أضرار موجة الحر على صحة العيون وتقدم نصائح للوقاية

هبة بريس – أحمد المساعد

مع ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها مختلف مناطق المملكة خلال فصل الصيف، حذرت الدكتورة إيمان بادي، اختصاصية في طب وجراحة العيون بمدينة وجدة، من المخاطر الصحية التي قد تطال العيون نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة الأشعة فوق البنفسجية، داعية إلى ضرورة اتخاذ احتياطات بسيطة لكنها فعّالة لحماية العينين، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن.

وأكدت الدكتورة بادي، في تصريح خصت به موقع “هبة بريس”، أن من بين أبرز الأضرار المرتبطة بموجة الحر، نجد التعرض المباشر والمكثف للأشعة فوق البنفسجية، ما قد يؤدي إلى تلف شبكية العين، وظهور مشاكل بصرية كالإعتام (الجلالة) أو التهابات مزمنة، مشددة على أهمية ارتداء نظارات شمسية طبية حقيقية توفر حماية بنسبة 100% ضد هذه الأشعة، وليس تلك المتوفرة في الأسواق العشوائية التي تفتقر لأي معايير وقائية، بل قد تضر أكثر مما تنفع.

“العين عضو حساس جدًا، والتهاون في حمايتها خلال موجات الحر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. لذا، الوقاية خير من العلاج، خاصة في فصل الصيف” تقول الدكتورة إيمان بادي.

وأوضحت أن النظارات غير الطبية ذات العدسات الداكنة تُسبب توسع حدقة العين (البؤبؤ)، مما يسمح بدخول كمية أكبر من الأشعة الضارة، فتتفاقم الأضرار البصرية. ودعت المواطنين إلى اقتناء النظارات من مصادر موثوقة، وإجراء فحص دوري للنظر لتجديد العدسات الواقية عند الضرورة، مشيرة إلى أن واقيات الأشعة فوق البنفسجية تتلف بمرور الوقت، وغالبًا لا تتجاوز فعاليتها سنة واحدة.

وفيما يخص الأطفال، أوصت بضرورة تزويدهم بقبعات أو قبعات دائرية (كاسكيطة) في حال تعذر استعمال نظارات شمسية طبية، وذلك للحد من تعرضهم المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة.

أما بخصوص أعراض جفاف العين، التي تزداد حدتها في فصل الصيف، أبرزت المتخصصة أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تبخر الدموع، ما يجعل العين جافة، ثقيلة، حمراء، ومؤلمة في بعض الأحيان. ونصحت باستعمال قطرات مرطبة (دموع اصطناعية) متوفرة في الصيدليات، وعند استمرار الأعراض، دعت إلى مراجعة الطبيب المختص.

كما تطرقت الدكتورة بادي إلى طريقة استعمال المكيفات الهوائية، مؤكدة ضرورة ضبطها على درجة حرارة معتدلة (حوالي 23 درجة)، مع تفادي الجلوس المباشر أمام المكيف لتفادي تعرض العينين لهواء بارد وجاف، يزيد من حدة الجفاف.

وفي ما يتعلق بالسباحة خلال فصل الصيف، شددت على ضرورة ارتداء نظارات خاصة بالسباحة لحماية العين من الكلور والملح، مبرزة خطورة السباحة باستعمال العدسات اللاصقة سواء الرطبة أو الصلبة، لما قد تحمله المياه من ميكروبات وأجسام ضارة تلتصق بالعدسة وتسبب التهابات خطيرة في القرنية.

وقدمت البدائل الممكنة لمرتدي العدسات، مثل نظارات السباحة الطبية أو العدسات الليلية العلاجية المعروفة بـ”أورتو كيراتولوجي” (Orthokeratology)، والتي تُلبس أثناء النوم وتُزال في الصباح، مما يسمح للمريض بالرؤية الجيدة دون عدسات أو نظارات طيلة اليوم.

وختمت الدكتورة نصائحها بالتأكيد على أهمية شرب كميات كافية من الماء يوميًا، للحفاظ على رطوبة الجسم والعين، وتفادي ظاهرة “الأجسام العائمة” أو ما يُشبه “الذباب الطائر”، التي تظهر نتيجة جفاف السائل الزجاجي داخل العين.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى