خطاب الملك يكشف فشل القرض الفلاحي وفساد التسيير في عرقلة تنمية العالم القروي

هبة بريس – جمال الوردي

عاد الخطاب الملكي الأخير ليضع اليد على الجرح الغائر في ملف التنمية القروية، حيث أشار إلى الفشل الذريع الذي يطبع البرامج الموجهة للعالم القروي، في وقت كان الرهان كبيرًا على القرض الفلاحي ليكون ذراع الدولة المالي لدعم الفلاحين الصغار وحاملي المشاريع.

لكن الواقع الميداني يكشف صورة صادمة: البنك الذي أُنشئ لمواكبة الفلاح الصغير أصبح أداة بيد كبار الفلاحين والمستثمرين، بينما يُغلق أبوابه في وجه الفلاحين الصغار والمقاولين القرويين عبر شروط تعجيزية وضمانات مالية ثقيلة.

والأخطر من ذلك أن هذا الفشل لم يكن فقط نتيجة سوء التدبير، بل بسبب الفساد المستشري داخل المؤسسة، حيث عرف البنك في السنة الماضية فضائح اختلاسات كبرى خضعت لتحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. كما تتحدث مصادر عن رشاوى بين بعض كبار الموظفين وحاملي المشاريع من كبار الفلاحين؛ فمن يدفع يحصل على القرض بسهولة، ومن لا يملك “ثمن الولوج” يبقى مشروعه حبيس الرفوف.

أمام هذه الوضعية، يبرز سؤال جوهري: هل ستجرؤ الدولة على إصلاح القرض الفلاحي جذريًا ومحاسبة المفسدين، أم أن الخوصصة ستصبح الحل الأخير إذا ظل البنك عاجزًا وفاسدًا؟

إن استمرار هذه السياسات لن يؤدي إلا إلى تعميق التفاوتات بين كبار الفلاحين الذين يستفيدون من كل شيء، وصغار الفلاحين الذين تُغلق في وجوههم كل الأبواب. ومع غياب محاسبة حقيقية، ستظل تنمية العالم القروي حلمًا مؤجلًا ورهينة لوبيات الفساد المالي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى