
حزب الاستقلال بفاس.. صراع تيارات يهدد وحدة التنظيم
هبة بريس- ع محياوي
تعيش الساحة السياسية بمدينة فاس على وقع انقسامات متصاعدة داخل حزب الاستقلال، بعدما تفجّرت خلافات حادة بين تيار يقوده القيادي الاستقلالي جواد حمدون الذي يعد ركيزة حزب الاستقلال و من أبرز الوجوه داخل الحزب، معروف برزانته وأخلاقه السياسية، حيث يُنظر إليه كقيادي يمنح التزكية لمن يستحقها. ويرى عدد من المتابعين للشأن الحزبي بفاس أن بعض الوجوه باتت بحاجة إلى تجديد واستبدال، لكنهم يشددون في المقابل على أن موقع البرلمان يجب أن يُمنح للكفاءات الحقيقية التي لا تنافق الأمة وتلتزم بخدمة الصالح العام، وآخر معارض يسعى إلى تقليص نفوذه داخل الهياكل التنظيمية.
مصادر استقلالية محلية أكدت لـ هبة بريس أن الخلافات لم تعد مجرد تباين في وجهات النظر، بل تحولت إلى تجاذبات داخلية وصلت حدّ الطعن في شرعية بعض القرارات والتزكيات المرتبطة بالانتخابات المقبلة، وهو ما انعكس سلباً على الحضور الميداني للحزب وعلاقته بقاعدته الشعبية.
المراقبون يرون أن ما يجري بفاس يتجاوز مجرد صراع محلي، ليكشف عن أزمة أعمق يعيشها الحزب على المستوى الجهوي، في ظل سباق محموم لتقوية المواقع استعداداً للاستحقاقات التشريعية لسنة 2026. وبينما يتمسك تيار حمدون بكونه الامتداد الطبيعي للحزب ومرجعيته التاريخية، يؤكد خصومه أن المرحلة تحتاج إلى وجوه جديدة ورؤية مختلفة تعيد الثقة للناخبين.
هذا الانقسام، وفق المتتبعين، قد يشكل تهديداً حقيقياً لمكانة حزب الاستقلال بالعاصمة العلمية إذا لم تتم معالجته سريعاً عبر الحوار الداخلي ووساطات من القيادة الوطنية، خصوصاً وأن المدينة بحاجة إلى حزب قوي وموحد قادر على تقديم بدائل سياسية وتنموية.
ويبقى الرهان المطروح اليوم هو قدرة الاستقلاليين على تجاوز خلافاتهم وحماية رصيد الحزب التاريخي بفاس، بما يضمن الحفاظ على مكانته في المشهد السياسي المحلي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X