
تراجع النفوذ الإيراني يعري الجزائر ويدخلها في عزلة استراتيجية خطيرة
هبة بريس
فقدت إيران خلال أسبوعين فقط عدداً من أبرز قادتها وعلمائها في المجال النووي، نتيجة لهجمات دقيقة نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمركية المتحالفتين، والتي استهدفت منشآت استراتيجية مثل “فوردو” و”أصفهان”.
الجزائر اختارت التزام الصمت
ويعتقد خبراء عسكريون أن هذه الخسائر قد أعادت قدرات طهران الدفاعية والهجومية سنوات إلى الوراء، مما يتطلب منها جهداً كبيراً لإعادة بناء ما تم تدميره.
وفي خضم هذا التراجع الإيراني، يجد النظام العسكري في الجزائر نفسه في موقف حرج، إذ يرى انهيار حليف أساسي له في المنطقة، لطالما اعتمد عليه لدعم مشاريعها الانفصالية في شمال إفريقيا، وخاصة في ما يتعلق بمساندة جبهة البوليساريو الانفصالية.
وعلى الرغم من الإدانة الدولية للهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية، اختارت الجزائر التزام الصمت، مكتفية بإعلان تضامن رمزي مع قطر، من دون أن تجرؤ على توجيه أي انتقاد لطهران. هذا الموقف يعكس ضعف الدبلوماسية الجزائرية وعدم اسقلاليتها وارتباطها الواضح بمحور إيران–حزب الله.
وتشير تقارير دولية إلى أن الجزائر، منذ سنوات، دخلت في تنسيق غير مباشر مع طهران عبر حزب الله، لتوفير الدعم والتدريب العسكري لجبهة البوليساريو، وهو ما دفع المغرب إلى قطع علاقاته مع إيران في 2018 لحماية أمنه الوطني.
تراجع إيران عن مساعدة الجزائر
الضربات التي أضعفت إيران مؤخراً، تنعكس بشكل مباشر على الجزائر، إذ تفقد واحدة من أبرز حلفائها الدوليين، وتجد نفسها معزولة استراتيجياً.
ومع انشغال إيران بأزماتها داخل البلاد وخارجها، ستتراجع قدرتها على مساندة التحركات الجزائرية، خاصة تلك المرتبطة بمليشيات البوليساريو، في الوقت الذي يواصل فيه المغرب توسيع تحالفاته، لا سيما مع الولايات المتحدة، لتثبيت سيادته على أقاليمه الجنوبية.
وبانكفاء طهران وتراجع نفوذ حلفائها في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، تفقد الجزائر ما تبقى من قدرتها على المناورة، مما سيترك جبهة البوليساريو دون دعم سياسي أو لوجستي، في مشهد يُعيد إلى الأذهان مرحلة تراجع الدعم السوري بعد انهيار نظام بشار الأسد، الذي كان أحد الداعمين السابقين للجبهة.
وبهذا، تجد الجزائر نفسها في عزلة غير مسبوقة، نتيجة ارتهانها لتحالفات مع أنظمة لم تصمد طويلاً، تغذيها أيديولوجيات عدائية تجاه المغرب. ويبدو أن النظام العسكري الجزائري، العالق في عقلية الحرب الباردة، يتجه نحو مزيد من العزلة والضعف، في وقت يحقق فيه المغرب تقدماً دبلوماسياً وسياسياً متواصلاً في ملف الصحراء.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X