
بعد هجوم “البوليساريو” الإرهابي على السمارة.. استرجاع المنطقة العازلة بات ضرورة ملحة
هبة بريس
في ظل التهديدات التي تنطلق من المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، تعرّضت مدينة السمارة مجددًا لهجوم إرهابي نفذته ميليشيات البوليساريو الانفصالية، بدعم وتواطؤ صريح من النظام الجزائري.
استهداف المدنيين
هذا الهجوم يعيد طرح التساؤلات حول ضرورة استرجاع هذه المنطقة التي استغلتها جبهة البوليساريو كمنصة لإطلاق المقذوفات واستهداف المدنيين، في خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يبرز الحاجة الملحة لاستعادتها من أجل تأمين المنطقة ووقف الاعتداءات.
ففي يوم الجمعة 27 يونيو 2025، أطلقت الميليشيات الانفصالية ما لا يقل عن خمسة مقذوفات باتجاه مدينة السمارة، سقطت إحداها قرب مؤسسة تعليمية وأخرى قرب قاعدة تابعة لبعثة “المينورسو”، من دون أن تسفر عن إصابات بشرية، لكنها خلفت أضرارًا مادية أثارت استنكارًا واسعًا بين المواطنين
جبهة البوليساريو، وعبر ما تسميه بـ”القيادة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي”، أعلنت مسؤوليتها عن هذا العمل الإرهابي من خلال بيان نقلته وكالة أنبائها الرسمية وروّجت له وسائل إعلام جزائرية، زاعمة “وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المسلحة الملكية”، في محاولة دعائية لتضليل الرأي العام، بينما تكشف المعطيات أن المستهدف الأول والأخير كان المدنيين.
ويعد هذا الاعتداء هو الثاني على مدينة السمارة بعد قصف أكتوبر 2024، والثالث ضمن سلسلة هجمات استهدفت مناطق مدنية، من بينها قصف مدينة المحبس في نونبر من العام ذاته، خلال احتفالات الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، وهو ما يعكس استراتيجية ممنهجة لإرهابيي البوليساريو من أجل ترويع الساكنة في خرق تام للقانون الدولي.
الأعمال الإرهابية
هذه الأعمال الإرهابية تتزامن مع طرح الكونغرس الأمريكي لمشروع قانون يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وهي مبادرة يقودها النائب الجمهوري جو ويلسون إلى جانب زميله الديمقراطي جيمي بانيتا، مدعومة بوثائق وأدلة تؤكد تورط الجبهة في أنشطة إرهابية وتحالفها مع إيران وحزب الله، بدعم مباشر من الجزائر.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه هذه الهجمات المتقطعة، تواصل الأمم المتحدة التزام الصمت، رغم وجود قواتها في الميدان واطلاعها المباشر على خروقات الجبهة للاتفاقات الدولية، بما في ذلك منع حرية التنقل وشن هجمات إرهابية من داخل المنطقة العازلة.
أداة تخريبية في يد النظام الجزائري وإيران
ومنذ انتهاك البوليساريو لاتفاق وقف إطلاق النار في نونبر 2020 عبر إغلاق معبر الكركرات، وعملياتها الإرهابية لم تتوقف، وهو ما يطرح ضرورة التحرك الحازم، إقليميًا ودوليًا، للتصدي لهذه الجماعة الإرهابية التي تحولت إلى أداة تخريبية في يد النظام الجزائري وإيران، وتُستخدم كوسيلة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولذلك، فإن استرجاع المنطقة العازلة لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة لحماية أرواح المدنيين وإنهاء التهديد المستمر، تمامًا كما جرى في معبر الكركرات. فالإرهاب يواجه بإجراءات حاسمة تضع حدًا لاستخدام هذه المنطقة كملاذ آمن لميليشيات انفصالية لا تعترف إلا بالتخريب.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X