
بعد دعوة الملك الجزائر إلى الحوار.. نظام العسكر يرد عبر دميته “البوليساريو”
هبة بريس
لم تكد تمر ساعات قليلة على الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ26 لعيد العرش، حتى بادرت الجزائر بالرد، عبر مرتزقة البوليساريو، التي لطالما وظفتها كأداة مأجورة في نزاع مفتعل عمره عقود, وليس باستخدام قنوات دبلوماسية مسؤولة أو شخصيات رسمية تعكس صناع القرار.
دعوة الجزائر إلى حوار مسؤول
خطاب جلالة الملك محمد السادس جاء هذه السنة محمّلاً برسائل واضحة وهادئة، تُجدد الدعوة الصريحة والمفتوحة إلى الجزائر من أجل حوار مسؤول، يستند إلى الاحترام والصدق، ويسعى إلى تجاوز حالة الجمود في العلاقات الثنائية، وفي مقدمتها إيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء المغربية، ضمن رؤية تقوم على واقعية سياسية وروح بنّاءة.
ورغم النبرة الإيجابية للخطاب الملكي، التي عبّرت بوضوح عن أن الشعب الجزائري يظل شعبًا شقيقًا، وأن المغرب يمد يده دوماً للحوار، فإن النظام العسكري الجزائري فضّل أن يرد – كعادته – عبر أدواته الانفصالية، متوارياً خلف بلاغ انفعالي صادر عن جبهة البوليساريو، يكرّر نفس الأسطوانة البالية حول “تقرير المصير”، متجاهلاً مستجدات المشهد الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها مخرجات مجلس الأمن التي أقصت خيار الاستفتاء من مسار الحل منذ سنوات.
بلاغ الجبهة الانفصالية لم يأتِ سوى ليقوّض دعوة الملك للحوار، عبر خطاب عدائي متصلّب يعكس بشكل مباشر توجيهات صقور النظام الجزائري، وهو رد يكشف إفلاساً دبلوماسياً صارخاً لدى نظام يعيش عزلة خانقة، ويحاول عبثًا النفخ في روح مشروع انفصالي ميت ومهزوم في المحافل الدولية.
استمرار النظام الجزائري في سياسة الإنكار والتنصل
وما يثير الانتباه – والسخرية في الآن نفسه– أن الرد لم يصدر عن السلطات الجزائرية نفسها، بل عن وكلائها، ما يؤكد استمرار النظام في سياسة الإنكار والتنصل من المسؤولية، مفضلاً الاختباء وراء أدواته الوظيفية بدل تحمل تبعات افتعاله لهذا النزاع الذي يثقل كاهله داخلياً وخارجياً، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية، وفي مقدمتها الأمريكية، للدفع نحو حل نهائي وواقعي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وفي ظل العزلة المتنامية التي تمر بها الجزائر دبلوماسياً واقتصادياً، واحتقان داخلي يتعمق يوماً بعد يوم، عادت جبهة البوليساريو لتكرّر خطاب النظام، دون أدنى قدرة على الخروج من عباءته أو اتخاذ موقف مستقل، لتثبت مرة أخرى أنها مجرد أداة فاقدة للقرار، تتحرك بأوامر من جنرالات العسكر الجزائري.
في المقابل، أكد جلالة الملك أن المغرب ملتزم بخيار سياسي توافقي لا منتصر فيه ولا منهزم، وهو طرح ينمّ عن نضج استراتيجي، ورغبة حقيقية في تجاوز الخلافات من أجل مستقبل مغاربي مشترك. لكن ردّ البوليساريو – الذي جاء كنسخة طبق الأصل من خطاب نظام العسكر الجزائري – كان رسالة عدائية متكلّسة، تعاكس إرادة التقارب، وتفضح زيف ادعاءات الجزائر بشأن “الحوار المغاربي”.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X