
القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون يغادر متحف القاهرة نحو وجهته الجديدة
هبة بريس
في تحول تاريخي يطوي قرنًا من الزمان، يستعد القناع الذهبي الشهير للملك توت عنخ آمون لمغادرة المتحف المصري في ميدان التحرير، متجهًا إلى مقره الجديد داخل أروقة المتحف المصري الكبير الواقع قرب أهرامات الجيزة، والذي يُنتظر افتتاحه رسميًا في الثالث من يوليو المقبل.
ويُعد هذا القناع، رمزًا لا يُضاهى من رموز الحضارة المصرية القديمة، أحد أبرز وأثمن القطع الأثرية في مجموعة توت عنخ آمون، التي شكّلت على مدى عقود عنصر جذب رئيسي لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقال مدير المتحف المصري بالتحرير، علي عبد الحليم، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، إن المتحف يضم حاليًا 26 قطعة فقط من مجموعة الملك الشاب، من بينها القناع الذهبي وتابوتان، موضحًا أن هذه القطع ستُنقل بالكامل إلى المتحف المصري الكبير، في حين ستبقى المومياء في وادي الملوك حيث تم اكتشافها، حفاظًا على طبيعة الموقع الأثري.
ويأتي نقل القناع في إطار الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر من نوعه عالميًا من حيث التخصص في حضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية. ويمتد المتحف الجديد على مساحة تقدر بنصف مليون متر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس، وأكثر من ضعفي المتحف البريطاني في لندن.
ومن المتوقع أن يشكّل افتتاح المتحف حدثًا عالميًا، حيث كشف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أحمد غنيم، عن تنظيم حفل افتتاح مبهر يُبرز التاريخ المصري العريق ويعكس التكامل البصري بين المتحف والأهرامات.
وسيعرض المتحف آلاف القطع الأثرية التي تغطي 7 آلاف عام من التاريخ، من تماثيل الفراعنة الضخمة إلى الأدوات اليومية التي استخدمها المصريون القدماء، إلى جانب عرض متكامل وخاص بكنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض للمرة الأولى مجتمعة في مكان واحد.
وبينما تودّع القاهرة قناع الملك الذهبي الذي شكّل جزءًا من هويتها الثقافية لعقود، تستعد الجيزة لاحتضان فصل جديد من رواية الحضارة المصرية، يعكس رؤية حديثة للمزج بين التراث والحداثة، ويؤكد مكانة مصر كمهد للحضارات ووجهة للسياحة العالمية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X