
الصليب الأحمر.. يد العون التي ترافق المهاجر المغربي في رحلة الاندماج
عمر الرزيني : مكتب برشلونة
في خضم التحديات اليومية التي يواجهها المهاجرون في أوروبا، يبرز الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به منظمات كـ الصليب الأحمر (Cruz Roja)، والذي لا يقتصر على الدعم المادي فقط، بل يتعداه إلى توفير المواكبة الاجتماعية والنفسية والقانونية. بالنسبة للمهاجر المغربي على وجه الخصوص، يشكل هذا الدعم طوق نجاة يساعده على الاستقرار وفتح صفحة جديدة في بلد الاستقبال.
فالمئات من المغاربة الذين وصلوا إلى إسبانيا في السنوات الأخيرة، وجدوا في مراكز الصليب الأحمر فضاءً آمناً، حيث يتم استقبالهم بإنسانية بعيدة عن أي تمييز. هناك يحصلون على وجبات غذائية يومية، وعلى برامج لتعلم اللغة الإسبانية تساعدهم على الاندماج في المجتمع، إضافة إلى مواكبة إدارية تُيسر عليهم مساطر الحصول على الأوراق والإقامة.
يقول أحد المهاجرين المغاربة في تصريح صحفي: “ما عمرني تخيلت غادي نلقى ناس كيعطيو من وقتهم ومن مالهم غير باش يساعدونا. من بعد ما كنا غرقانين فاليأس، لقيت اللي يوقف معايا ويقريّني اللغة باش نقدر نخدم ونتعامل مع الناس.”
ويشدد المسؤولون في الصليب الأحمر على أن الهدف الأساسي من هذه المبادرات هو ضمان الكرامة الإنسانية، ومساعدة المهاجر على أن يكون فاعلاً في المجتمع الجديد، بدل أن يبقى على هامشه. كما أن العديد من المتطوعين أنفسهم يؤكدون أنهم يعتبرون عملهم واجبًا إنسانيًا قبل أن يكون مجرد نشاط تطوعي.
ولعل أبرز ما يميز تجربة المهاجر المغربي مع الصليب الأحمر هو التوازن بين الدعم الإنساني والتشجيع على الاعتماد على الذات. فالمساعدة ليست بلا حدود، بل مشروطة بالالتزام والانضباط، ما يجعل المستفيد شريكاً في بناء مستقبله لا مجرد متلقي للعون.
في النهاية، يمكن القول إن مبادرات الصليب الأحمر بإسبانيا تمثل جسراً حقيقياً بين المهاجر المغربي والمجتمع الجديد، وتمنحه فرصة لإعادة رسم مسار حياته بكرامة وأمل، وهو ما يترجم فعليًا معنى التضامن الإنساني الذي يتجاوز الحدود والجنسية والدين
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X