الرئاسة السورية تطلق الهوية البصرية الجديدة للدولة
هبة بريس
أطلقت الرئاسة السورية، مساء الخميس، الهوية البصرية الجديدة للدولة في احتفالات كبيرة عمّت ساحات دمشق وعدد من المحافظات، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيدًا على دخول البلاد مرحلة جديدة بعد سقوط النظام البائد.
الشرع: “الهوية تجسيد لسوريا الموحدة”
في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم في قصر الشعب بالعاصمة، شدد الرئيس أحمد الشرع على أن الهوية الجديدة “تعبر عن سوريا التي لا تقبل التقسيم”، مشيرًا إلى أنها مستوحاة من العقاب الذهبي الذي يرمز للقوة والعزم والابتكار، بدلًا من النسر الذي كان حاضرًا في الشعار السابق.
وأعلن أن هذه الهوية تمثل “عنوانًا لسوريا الجديدة ولشعبها في مرحلته التاريخية الحالية”، مؤكدًا أن البلاد تدخل عهدًا جديدًا تُبنى فيه الهوية على أساس الكرامة، والوحدة، والنهوض الوطني.
رموز الهوية الجديدة: العقاب والريشات الثلاث عشرة
وبحسب بيان لوزارة الإعلام، فإن الشعار الجديد يتوسطه طائر العقاب الذهبي، وتعلوه ثلاث نجمات ترمز لتحرر الشعب، بينما يتدلى من ذيله خمس ريشات تمثل المناطق الجغرافية الكبرى (الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، والوسط)، وتحمل جناحاه 14 ريشة تمثل كل محافظة من محافظات البلاد، وتحكي كل ريشة “حكاية من المجد والصمود خلال 14 سنة من الثورة”.
استبدال الوثائق الرسمية
من المرتقب أن يُواكب إطلاق الهوية الجديدة إعادة إصدار الوثائق الشخصية الرسمية، وعلى رأسها بطاقة الهوية الوطنية وجواز السفر، لتكون منسجمة مع الرؤية البصرية الجديدة لسوريا.
دمشق مهد الحضارة… وبداية جديدة
استحضر الرئيس الشرع في خطابه رمزية دمشق التاريخية، معتبرًا أنها “أول عاصمة عرفتها البشرية”، وأكد أن الشعب السوري “طوى صفحة النظام البائد” الذي اعتبره “أذل حقبة في تاريخ الشام”، موجهًا رسالة أمل إلى السوريين: “زمان نهضتكم قد حان، ودماؤكم لم تذهب سُدى”.
وزير الخارجية: “نرسم ملامحنا بأنفسنا”
وفي كلمة خلال الاحتفال، أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني أن سوريا استعادت تدريجيًا حضورها الدولي عبر دبلوماسية فاعلة رفضت إرث الانعزال، مضيفًا أن “الهوية الجديدة تعكس وجه سوريا الحقيقي، بعيدًا عن الشعارات المستهلكة”.
وقال إن عودة سوريا إلى المنصات الدولية لم تعد أمنية، بل واقعًا، داعيًا إلى “روح وطنية تلمّ ما تناثر من الهوية”، ومؤكدًا أن “الاعتراف بتنوع الشعب السوري هو مفتاح المستقبل”.
احتفالات في الساحات والهواتف تبارك الانعتاق
تزامنًا مع الإطلاق الرسمي للهوية، شهدت عدد من الساحات المركزية احتفالات شعبية، أبرزها في ساحة الأمويين والجندي المجهول ومدينة المعارض بدمشق، إلى جانب ساحة الشيخ ضاهر باللاذقية، وسعد الله الجابري بحلب، والسبع بحرات بإدلب ودير الزور، وغيرها.
كما تلقى المواطنون رسائل نصية من شركات الاتصالات المحلية تعلن فيها عن “الهوية الجديدة للدولة كرمز متجدد للعزيمة والانعتاق في سماء الحرية”.
من الثورة إلى الانتقال السياسي
تأتي هذه الخطوة الرمزية في سياق المرحلة الانتقالية التي بدأتها البلاد رسميًا في 29 يناير 2025، حين تم إعلان أحمد الشرع رئيسًا للبلاد لفترة انتقالية من خمس سنوات، عقب إنهاء 61 سنة من حكم حزب البعث، بينها 53 سنة تحت سيطرة عائلة الأسد، بعد أن أتمت فصائل الثورة السورية سيطرتها على البلاد في 8 ديسمبر 2024.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X
