
الحسيمة تعود إلى الواجهة السياحية وتستعد لصيف استثنائي (صور)
فكري ولدعلي – هبة بريس
تشهد مدينة الحسيمة، شمال المملكة، هذه الأيام انتعاشاً سياحياً لافتاً بالتزامن مع انطلاق موسم العطلة الصيفية، حيث بدأت في استقبال أعداد متزايدة من الزوار القادمين من مختلف مناطق المغرب، إضافة إلى عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما يعكس مؤشرات إيجابية على بداية صيف استثنائي يعوّل عليه الفاعلون المحليون لتحقيق إقلاع اقتصادي ظرفي بعد شهور من الركود.
وتُسجّل المدينة الساحلية، منذ أواخر يونيو الماضي، حركة مكثفة في مختلف مرافقها السياحية والخدماتية، بفضل ما تزخر به من مؤهلات طبيعية تجمع بين شواطئ نظيفة ومياه هادئة، وجبال خضراء تحيط بالمدينة، بالإضافة إلى عروض ترفيهية وثقافية مختلفة.
حركة نشطة في المرافق والفضاءات
الفنادق ودور الضيافة والمطاعم سجلت نسب إشغال مرتفعة مع بداية الموسم، في حين تشهد الفضاءات العمومية والأسواق المحلية رواجا كبيراً يعكس الحيوية المتزايدة التي بدأت تطبع المدينة خلال هذه الفترة من السنة.
كما سُجل تحسن نسبي في مستوى الخدمات السياحية، خصوصاً في الشريط الساحلي للمدينة، حيث تعمل عدة مصالح على تنظيم عملية الولوج إلى الشواطئ وتوفير الحد الأدنى من النظافة والراحة للمصطافين، مع تخصيص دوريات أمنية لضمان سلامة الزوار.
الرهان الاقتصادي والاجتماعي
ويراهن المهنيون المحليون على هذا الموسم لإنعاش الاقتصاد المرتبط بقطاع السياحة والخدمات، الذي يشكل أحد أهم الموارد الموسمية بالمنطقة. ويأمل العاملون في القطاع أن يساهم الإقبال السياحي في خلق فرص شغل مؤقتة، لاسيما في صفوف الشباب الذين يعانون من ضعف في فرص الإدماج المهني.
وفي هذا السياق، صرح أحد الفاعلين السياحيين لـ”هبة بريس” قائلاً: “نلاحظ هذا الموسم إقبالاً جيداً، خاصة من طرف أفراد الجالية الذين عادوا مبكراً، لكننا ما زلنا نحتاج إلى مزيد من التنظيم والتسويق للوجهة، لأن الحسيمة لديها ما يكفي من الجاذبية، لكنها تحتاج إلى دعم أقوى من حيث البنية التحتية والترويج”.
تحديات متجددة رغم المؤشرات الإيجابية
ورغم هذه الدينامية، لا تزال المدينة تواجه تحديات بنيوية تطرح نفسها مع كل موسم صيفي، أبرزها الضغط الكبير على البنية التحتية، وندرة مواقف السيارات، وتفاوت جودة الخدمات في بعض المناطق، فضلاً عن ارتفاع الأسعار في عدد من المرافق، وهو ما يثير استياء عدد من الزوار والمواطنين على حد سواء.
كما أشار عدد من الفاعلين الجمعويين إلى ضرورة تعزيز مراقبة الشواطئ وضمان احترام الفضاءات العمومية، في ظل ظهور بعض السلوكيات العشوائية المرتبطة بالاحتلال غير المنظم للمجال الساحلي.
مجهودات لتأمين موسم ناجح
في المقابل، تعمل السلطات المحلية ومختلف المتدخلين على توفير الظروف الملائمة لإنجاح الموسم السياحي، من خلال تفعيل لجان المراقبة، وتعزيز الأمن، وتوفير شروط النظافة والسلامة، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية للحفاظ على البيئة وتحسين جودة الاستقبال.
وأكد مصدر من عمالة الإقليم، في تصريح للجريدة، أن “الاستعدادات لهذا الموسم انطلقت منذ أسابيع بتنسيق مع مختلف المصالح المعنية، من أجل مواكبة التوافد الكبير للزوار وتأمين خدمات ذات جودة، بما يليق بمكانة الحسيمة كوجهة سياحية صاعدة”.
نحو رؤية تنموية مستدامة
ويرى عدد من المتابعين للشأن المحلي أن ما تحققه الحسيمة خلال فصل الصيف يجب أن يكون منطلقاً لتفكير جاد في تطوير نموذج تنموي مستدام للمدينة، يجعل من السياحة رافعة حقيقية للتنمية، لا مجرد نشاط موسمي محدود الأثر.
وتبقى الحسيمة، بمؤهلاتها الطبيعية ومواردها البشرية، في حاجة إلى استثمار استراتيجي طويل الأمد، يراعي الخصوصيات البيئية والجغرافية للمنطقة، ويعزز جاذبيتها على مدار السنة، بعيداً عن منطق المناسباتية والرهان الموسمي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X