الجالية المغربية تعيد الحياة للناظور والدريوش وسط انتعاش اقتصادي لافت

هبة بريس – محمد زريوح

يشهد إقليما الناظور والدريوش هذا الصيف أجواء مميزة من الانتعاش الاقتصادي والحيوية الاجتماعية، تزامنًا مع العودة الكبيرة لأبناء المنطقة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين اختاروا قضاء عطلتهم السنوية بين الأهل والأحباب بعد غياب امتد لأشهر أو حتى لسنوات.

وتنقل المشاهد اليومية في مختلف مدن الإقليمين صورة واضحة لهذا الحراك، حيث رصدت حركة غير مسبوقة في الشوارع الرئيسية، ترافقت مع ازدحام مروري ملحوظ، وإقبال كثيف على المقاهي والمطاعم والمتاجر، خاصة في الفترات المسائية التي تتحول فيها الأجواء إلى لوحات اجتماعية نابضة بالدفء والفرح.

هذا الحضور الكثيف للجالية لا يُختزل في البعد الترفيهي، بل يعكس ارتباطًا عميقًا بالجذور، حيث تمثل العودة فرصة لتجديد الروابط العائلية والاجتماعية، وتبادل اللحظات التي تحافظ على متانة العلاقات رغم البعد الجغرافي.

اقتصاديًا، تسهم هذه العودة الموسمية في تحريك عجلة التجارة والخدمات، من خلال ارتفاع ملحوظ في الاستهلاك، إلى جانب الدعم المالي المباشر الذي يقدمه أبناء الجالية لعائلاتهم، وهو ما ينعكس إيجابًا على الدورة الاقتصادية المحلية.

ويُنظر إلى فصل الصيف في الإقليمين، اللذين يحتضنان جالية واسعة منتشرة في مختلف الدول الأوروبية، كموعد اقتصادي واجتماعي مهم ينتظره التجار وأصحاب المحلات، لما يوفره من فرص عمل مؤقتة للشباب، وما يخلقه من دينامية تعود بالنفع على مختلف الفئات.

كما يضفي هذا الموسم طابعًا احتفاليًا على الحياة اليومية، حيث تلتقي الثقافات والعادات بين أبناء الداخل والمغتربين، في مزيج يثري النسيج الاجتماعي ويمنح المدن طاقة متجددة، تجعلها وجهة نابضة بالحياة.

وفي المحصلة، تبقى عودة الجالية إلى الناظور والدريوش حدثًا سنويًا يختزل معنى الوفاء والانتماء، ويؤكد أن المسافة لا تقطع جذور الانتماء للأرض والذاكرة، بل تزيدها رسوخًا وصلابة عامًا بعد عام.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى