استراتيجية وطنية بقيادة FEMAGA لتحسين تربية المواشي وتطوير القطيع

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز أداء سلاسل القيمة في مجال التحسين الوراثي الحيواني، كشفت الفيدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي الحيواني (FEMAGA) عن استراتيجية عملية تضع المربين، لا سيما صغار المنتجين، في صلب أولوياتها.

وتأتي هذه المبادرة امتداداً لمسار بدأته الفيدرالية منذ تأسيسها سنة 2012 تحت اسم “الفيدرالية الوطنية لمهنيي التلقيح الاصطناعي”، قبل أن تتحول لاحقاً إلى كيان جامع أكثر مهنية وتنظيماً.

وترتكز الاستراتيجية الجديدة على مواكبة الفاعلين في مجال التلقيح الاصطناعي من تعاونيات، شركات، ومقاولين ذاتيين، العاملين في إنتاج واستيراد وتوزيع بذور التلقيح الحيواني، بما يضمن تحسين الأداء التقني والاقتصادي للضيعات الفلاحية. وأكد السيد عبد العزيز أخنشي، رئيس الفيدرالية، أن هذه الأخيرة تركز على تقريب الخدمات من المربين وتقديم مواكبة تقنية مستمرة على مستوى التوجيه والتكوين، إلى جانب توفير جينات بقرية عالية الجودة في مجالات إنتاج الحليب واللحوم.

وتأتي هذه الاستراتيجية منسجمة مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تسريع إعادة إعمار القطيع الوطني، وكذا مع استراتيجية وزارة الفلاحة “الجيل الأخضر 2020-2030″، الهادفة إلى تحديث القطاع وتطويره بأسس علمية مستدامة.

آليات متقدمة ومقاربة أخلاقية صارمة

ضمن الأدوات الميدانية التي تعتمدها الفيدرالية، تم تطوير نظام معلوماتي متقدم لتتبع عمليات التلقيح وتحليل نتائجها، بما يشمل نسب النجاح، فترات الولادة، وتتبع نوعية البذور المستعملة. وتصدر الفيدرالية تقارير تقنية دقيقة تستفيد منها مختلف الجهات المعنية، من إدارات فلاحية إلى مربين وأطباء بيطريين.

كما أرست الفيدرالية ميثاقاً أخلاقياً يُلزم الأعضاء باحترام المعايير الصحية ورفاهية الحيوان، إلى جانب الشفافية في التعامل مع المربين، مع الاقتصار على استخدام البذور المرخصة، وضمان التتبع الكامل للعمليات.

فريق مهني وانخراط واسع عبر الجهات

يرأس الفيدرالية السيد عبد العزيز أخنشي، ويضم المكتب التنفيذي نخبة من المهنيين ذوي الخبرة الميدانية، من بينهم السيد عبد الحق بوتشيشي كنائب أول، والسيد حميد السحيمي كنائب ثانٍ، بينما يشغل السيد محمد الباردي منصب الكاتب العام، وتتولى السيدة حنان زايد مسؤولية أمانة المال.

وتضم الفيدرالية اليوم شبكة واسعة من الشركات والتعاونيات والمقاولين الذاتيين المنتشرين عبر مختلف جهات المملكة، ما يعكس تموقعها الترابي القوي والتزامها الميداني المتواصل.

شراكة استراتيجية ودور محوري في التنمية الجينية

بفضل نهجها العلمي والتقني، أصبحت الفيدرالية شريكاً استراتيجياً للدولة في تطوير قطاع تربية المواشي، حيث تدافع عن الاعتراف بدور الفاعلين الخواص في تحسين الجينات الحيوانية الوطنية، وتعمل على تحقيق التوازن بين رفع الأداء الإنتاجي والحفاظ على التنوع الجيني.

وتتبنى الفيدرالية مقاربة مبنية على التزاوج العقلاني وتحليل المؤشرات الوراثية بدقة، ما يتيح توجيه عمليات التلقيح بما يتلاءم مع الأهداف التقنية لكل ضيعة. كما تخطط لتوسيع استخدام تقنيات متقدمة مثل زرع الأجنة، نظراً لما توفره من فرص لتسريع التحسين الوراثي ونشر السلالات المنتجة والمتأقلمة.

وفي السياق نفسه، تلتزم الفيدرالية بالمساهمة في الحفاظ على السلالات المحلية، من بينها سلالة “أولماس”، لما لها من أهمية في تعزيز الأمن الغذائي الوطني والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى