
أعراس الناظور تتحول إلى قنابل غذائية موقوتة
هبة بريس – محمد زريوح
يشهد اقليم الناظور، خلال الأسابيع الأخيرة، تزايدًا ملحوظًا في عدد الأعراس والمناسبات، ما أدى إلى ضغط كبير على قاعات الأفراح المنتشرة بالإقليم. هذا الإقبال الكثيف فتح الباب أمام عدد من التساؤلات حول مدى احترام هذه القاعات لشروط السلامة الغذائية وجودة الخدمات المقدمة للضيوف.
مصادر هبة بريس أكدت أن بعض القاعات تستغل فترة الذروة لتحقيق أرباح سريعة، على حساب صحة المستهلكين، من خلال تقديم مأكولات مشكوك في جودتها أو منتهية الصلاحية. وتحدثت شكايات عن أطعمة مخزنة منذ أيام في الثلاجات قبل تقديمها في الولائم.
عدد من المواطنين عبّروا عن أسفهم للوضع، مشيرين إلى أن بعض قاعات الأفراح أصبحت تضع الربح المادي فوق كل اعتبار، متجاهلة القيم المهنية وأبسط شروط النظافة. وأكدوا أن هذه الممارسات تمثل خطرًا مباشرًا على صحة الضيوف، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
ويشهد إقليم الناظور هذه الفترة ضغطًا متزايدًا على مموني الحفلات، ما يجعلهم في سباق لتلبية الطلبات، أحيانًا دون مراعاة شروط التخزين والنقل السليم للمواد الغذائية. غياب المراقبة الصارمة، بحسب متتبعين، ساهم في استفحال هذه الظاهرة.
مجموعة من المواطنين بالإقليم دعت السلطات المحلية والمصالح الصحية إلى تكثيف حملات المراقبة، سواء داخل قاعات الأفراح أو لدى مموني الحفلات، لضمان جودة الأطعمة وحماية المستهلك. كما طالبت بفرض عقوبات على المخالفين وإغلاق القاعات التي لا تلتزم بالمعايير الصحية.
من جانبهم، يرى بعض المهنيين أن جزءًا من المشكلة يكمن في ضعف الوعي الصحي لدى أصحاب القاعات، مشيرين إلى أن الالتزام بالمعايير لا يتعارض مع تحقيق الربح، بل يساهم في الحفاظ على السمعة وكسب ثقة الزبائن على المدى الطويل.
ويؤكد خبراء الصحة أن الأطعمة الفاسدة أو المخزنة لفترات طويلة قد تتسبب في حالات تسمم جماعي، خصوصًا عند تقديمها في الولائم التي يحضرها المئات من الأشخاص. ويشددون على ضرورة التعامل الصارم مع أي تهاون في هذا المجال.
في انتظار تدخل أكثر فعالية من الجهات المعنية، يبقى المستهلك هو الحلقة الأضعف في هذه السلسلة، رهينًا لضمير المهنيين وصرامة المراقبة الرسمية، حتى لا تتحول فرحة الأعراس إلى كابوس صحي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X